تأثير الحوكمة على دور منظمات المجتمع المدني السوري في مرحلة التعافي المبكر

يسلط البحث الضوء على دور المجتمع المدني كركيزة أساسية في قيادة عملية التعافي المبكر في سورية خلال المرحلة القادمة، في ظل هشاشة الدولة وضعف سيطرتها على مختلف الأطراف. فقد أصبح المجتمع المدني رديفاً رئيسياً في العديد من المجالات التنموية، حيث يمكنه الإسهام في إرساء بيئة آمنة من خلال تلبية الاحتياجات الأساسية، والمشاركة في وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية للتعافي بالتعاون مع السلطات المحلية.

يناقش البحث تأثير حوكمة منظمات المجتمع المدني على دورها في عملية التعافي المبكر، ويجادل بأن ضعف الحوكمة داخل هذه المنظمات يعيق قدرتها على التأثير الفعّال. إذ تفتقر العديد منها إلى البنى الديمقراطية والهياكل الإدارية المناسبة، كما تغيب عنها آليات إشراك المجتمعات المحلية في اتخاذ القرارات وتصميم وتنفيذ المشاريع، مما ينعكس سلباً على قدرتها في تحقيق الأثر المنشود في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ضعف الحوكمة إلى تكرار الجهود وهدر الموارد.

يقترح البحث ضرورة تعزيز الحوكمة الداخلية لمنظمات المجتمع المدني، وتحسين مستوى الشفافية، وتعزيز التنسيق بين المنظمات والقطاع الخاص والسلطات المحلية. كما يشدد على أهمية تركيز المنظمات على الدور الرقابي، وزيادة مشاركة المجتمعات المحلية لضمان فعالية التدخلات التنموية واستدامتها.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *